إغلاق القنوات الفضائية على النايل سات مازال مستمرا والعدد يصل الى20

الايقاف طال قنوات منوعات و"إباحية" وطب بديل وشعوذة إضافة لدينية
إغلاق القنوات الفضائية على النايل سات مازال مستمرا والعدد يصل الى20

بلغ عدد قنوات التلفزيون التي اغلقت في مصر قرابة العشرين قناة فضائية حتى الآن، بعد اقل من أسبوعين من إقدام إدارة شركة نايل سات على اغلاق أربع قنوات فضائية تلفزيونية، هي قنوات 'خليجية' و'الحافظ' و'الصحة والجمال' وقناة 'الناس' التابعة لشركة 'البراهين' السعودية، وذلك بعد أيام من إغلاق قناتين محدودتى الانتشار وهما البدر والشباب. وفقا لتقرير بثه راديو هولندا الدولي على موقعه

ووفقا للتقرير فإن القرارات أثارت ضجة كبري اختلط فيها الاعلامي بالسياسي بالديني بالطائفي بالعلمي بالصحي، لكن الأصوات التي تعالت كانت ضد قرارات الاغلاق بالرغم من بعض الدفوع المتماسكة التي تقدم بها مؤيدو القرار الحكومي.

قنوات من كل نوع

المعارضة في مصر وخاصة جماعة الاخوان المسلمين أهم قواها ترى في هذه القرارات مذبحة للاعلام الاسلامي والمستقل، وتربطها مباشرة برغبة الحكومة في إسكات الأصوات المعارضة لها قبيل الانتخابات البرلمانية في نوفمبر القادم.
طال الايقاف فضائيات من مختلف التوجهات اسلامية سلفية واسلامية قريبة من الاخوان، وأخرى مسيحية وقنوات موسيقى وتسلية واخرى تروج للطب البديل والصحة والجمال.
تقول الحكومة بلسان مجلس ادارة شركة النايل سات إن تجاوزات هذه القنوات لم تعد محتملة، وإنها تهدد النسيج الاجتماعي المصري بنشر التطرف الديني، والتشجيع على الفتنة الطائفية بين المسلمين والاقباط وبين السنة والشيعة، والتشكيك في العقائد والاضرار بصحة المواطنين والترويج للخلاعة، والمنشطات الجنسية والمسابقات الزائفة، ونشر الدجل والشعوذة والخرافات، وهي قناة صفا التابعة للشركة العربية للإنتاج والخدمات الإعلامية،
كما تعرضت للإيقاف أيضا قنوات مملوكة لشركات غير مصرية، مثل قناة آيات التابعة للشركة الأردنية السعودية للبث الفضائي، وقناة الأثر التابعة للشركة الأردنية السعودية للبث الفضائي، وقناة أهل البيت الشيعية. وتم ايقاف أربع قنوات بسبب إباحية متجاوزة اجتماعياً وهي قناة أيميل تي في، ولايف تي في وقناة مرح تى فى الفضائية التابعة لشركة إم تى يو، حسب بيان شركة نايل سات التي وجهت انذارات أيضا لعشرات المحطات الفضائية.

قبيل الانتخابات

وصف النائب والمرشح "الإخواني" محسن راضي في تصريحات نشرها "اليوم السابع " القاهرية إغلاق فضائيات دينية بأنه "نوع من القرصنة الإعلامية، تمهيدا لتكميم الأفواه في انتخابات مجلس الشعب المقبلة".
وكان المئات من المصريين تظاهروا عقب صلاة الجمعة الماضية بجامع "ناجي" بمدينة الإسكندرية، للمطالبة بإعادة بث القنوات الفضائية الإسلامية، كما شهدت القاهرة مظاهرة أمام مسجد النور عقب صلاة الجمعة، للتنديد بقرار إغلاق القنوات الإسلامية, معتبرين ذلك القرار اعتداءا على نشر تعاليم الإسلام.
وترفض الحكومة هذه المزاعم تماما ويقول وزير الإعلام المصري أنس الفقي إن هذه الإجراءات جاءت بعد مراجعة، ودراسة متأنية، ووافية وانها اجراءات تصويبية التي اتخذتها شركة نايل سات أمس تجاه القنوات المتطرفة والتي تحض على الفتنة الطائفية، وتروج للشعوذة والخرافات، وكذلك القنوات الإباحية، هي إجراءات تستهدف في مجملها الحفاظ على قيم المجتمع المصري والعربي وتقاليده، و الحفاظ على أخلاقيات ومثل العمل الإعلامي المسؤول."

اجراءات مؤقتة

وتؤكد السلطات المصرية أن هذه الاجراءات مؤقتة، وانه سيسمح لهذه القنوات بالعودة للبث بشرط التزامها بالتصاريح الصادرة لها، وتنقية برامجها من ممايثير الفتنة الطائفية والدجل والشعوذة.

يعبر العديد من الباحثين والنشطاء السياسيين عن قلقهم من هذه الاجراءات وينحون باللائمة على الحكومة، ولا يستبعدون ارتباط هذه القرارات بالانتخابات البرلمانية. ويقول بعضهم إن هذه الإجراءات غير مبررة وإن الحكومة تساهلت منذ البداية في منح التراخيص والتغاضي عن تجاوز القنوات لاختصاصاتها، وان الحكمة كانت تقتضي أن تتخذ تدابير تدريجية تبدأ بالانذارات ومعالجة كل حالة على حدة، ووقف البرامج التي تتجاوز القانون بدلا من الإغلاق الجماعي للمحطات الفضائية. ويخلص بعضهم إلى أن الحكومة استغلت تجاوزات بعض القنوات خاصة في مجال الطب البديل والتداوي بالأعشاب لتصفية حسابات سياسية قديمة.

مسالك بديلة
على أية حال، فقد سارعت بعض هذه القنوات الفضائية لمعالجة الموقف بطرق عديدة، فيما حاولت بعضها تغيير سياساتها التحريرية، وتجنب الخوض في السياسي ووقف البرامج المثيرة للجدل.
ولجأت قنوات اخرى إلى حلول مثلما فعلت قناة "الحكمة" وقناة "وصال" التي اغلقت الاسبوع الماضي، لتعاود البث على على القمر أتلانيتك بيرد على تردد 10992 وهو تردد مواز لترددات نايل سات ومن السهل العثور عليه، وهنالك قنوات اخرى عديدة تتجه لنفس الحل للتخلص نهائيا من الضغوط الداخلية، إلا أن البث على نايل سات يظل يحظى بإقبال جماهيري أكبر.
وعادت قناة الرحمة ذات الطابع الديني وهي قناة تحظى بمشاهدة واسعة في مصر، وبعض الدول العربية للبث على القمر الصناعى نور سات، وعلى نفس التردد لكنها اضطرت لتغيير اسمها إلى قناة الروضة.